"جراء الفيضانات".. إعلان 24 بلدة ومدينة "مناطق كوارث" في النمسا

"جراء الفيضانات".. إعلان 24 بلدة ومدينة "مناطق كوارث" في النمسا

 

أعلنت السلطات النمساوية 24 بلدة ومدينة “مناطق كوارث”، بسبب استمرار هطول الأمطار الغزيرة بمعدلات قياسية وارتفاع مستوى المياه في نهر الدانوب.

وحذرت حاكمة ولاية النمسا السفلى يوهانا ميكل لايتنر، من خطورة العاصفة، وقالت "الساعات المقبلة ستكون اختبارا حقيقيا للحماية من الفيضانات"، وتوقعت مواجهة تحديات “تاريخية” بسبب ارتفاع مستوى النهر وزيادة إمدادات المياه الواردة من الأنهار والروافد الفرعية.

وأعلن نائب حاكم ولاية "النمسا السفلى" شتيفان بيرنكوبف، مدن "تسفيتل"، و"هورن"، و"كريمز"، و"تولن"، كمناطق منكوبة، مع إبلاغ سكان المدن المتضررة بالاستعداد لعمليات إخلاء احترازية تحسباً من خطر الفيضانات المتوقعة.

فيما تواصلت خدمات الطوارئ وضع أكياس الرمال على ضفاف نهر الدانوب في ولاية "النمسا العليا"، لتعزيز حماية مدن الولاية من الفيضانات، في ظل مخاوف من فيضان سد مدينة “أوتينشتاين”.

وكشف المتحدث باسم شركة كهرباء "النمسا السفلى" ستيفان زاك، عن تصريف مياه خزانات سد المحطة الكهرومائية الواقعة على نهر "كامب"، لامتصاص الفيضانات بأفضل شكل ممكن، فيما غادر بعض السكان منازلهم الواقعة على طول نهر “كامب”.

كما أعلنت خدمات الطوارئ والدفاع المدني في العاصمة فيينا حالة التأهب القصوى، بسبب تجاوز مستوى المياه في نهر الدانوب للعلامة الحرجة عند مستوى نحو 5.30 متر، وقال توماس شنيبرجر، المسؤول عن المسطحات المائية، "هذا هو مستوى بداية الفيضان في فيينا ومستوى المياه آخذ في الارتفاع بشكل حاد."

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي                                        

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر (الغليان العالمي)".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية